الكتابة بالمونتاج
عبدالمحسن المطيري
الموسوعة السعودية للسينما 2024
كتب صادق الشعلان
أثمرت جهود المخرج السعودي عبدالمحسن المطيري مؤخرًا عن إصدار «الكتابة بالمونتاج» بعدد صفحات بلغت ٢١٦ صفحة من الحجم المتوسط، وبدعم من جمعية السينما الذي يأتي ضمن سلسلة الموسوعة السعودية للسينما، وسط احتفاء نقاد ومتابعين وهواة سينمائيين.
حَمل الكتاب مجموعة آراء عدّها المطيري عميقة ومهمة لمتخصصين من كافة المجالات النقدية والمهنية ومخرجين ومخرجات، متناولًا كيف يمكن للإنتاج أن يكون سببًا في نجاح الفيلم أو فشله «فالمونتاج ركن أساس بل حاسم وحيوي لنجاح مشروع الفيلم من بدايته الحرجة بالسيناريو إلى مراحل التوزيع، وتعتبر مرحلة المونتاج من أطول مراحل الفيلم بل أنه يتعدى المدة الزمنية للتحضير أو الكتابة» مسلطًا الضوء على عدد من الأفلام الأجنبية المشهورة انتاجيًا».
ومما ذكره المطيري أن التحرير والمونتاج يلعبان دورًا حيويًا في التأثير على مشاهدي الفيلم، سواء من الناحية النفسية او الجسدية، بل يتجاوز في كثير من الأحيان إلى إصدار الحكم النهائي على الفيلم، فالمونتاج كما وصفه «ترانيتنو» هو أحد العناصر الحساسة والهامة في الفيلم، فهو مثل الريشة للرسام، والقلم للروائي والنوتة للموسيقى».
المطيري يحاول عبر كتابه الصادر عن جسور الثقافية التعريف بالمونتاج خارج نطاق البرامج التقنية الحالية للتحرير والمونتاج، أو خارج المعامل الفيلمية التقليدية الكلاسيكيه «حيث سنضع المونتاج في صورة أكبر تتجاوز غرفه وضمن سياق أوسع يشمل البعد السياسي والجغرافي والثقافي للأفلام». وقال « أسعى إلى قراءة المونتاج بكونه أداة قلم فعالة بدلاً من مقص آلي، وباعتباره موجهًا ولیس منفذًا، فالكتابة قد تكون بالقلم على ید كاتب، وتكون بمكبر الصوت على ید مخرج، وتكون بالعدسة على ید مصور، وتكون بالمقص على يد محرر أو مونتير». لم يقتصر كتاب المخرج عبدالمحسن المطيري على الكتابة بالمونتاج، بل توسع في الحديث عن التحرير البصري والصوتي «فهما المرحلة الهامة، ليس فقط لنجاح القصة والإخراج والتمثيل فحسب، إنما في نجاح الفلم عبر شباك التذاكر، أو نيله الجوائز والتقديرات النقدية».