يحب جان لوك غودار إثارة الجدل. فطالما اعتبر نفسه ناقداً بقدر ما هو مخرج؛ إن الوظيفتين، من وجهة نظره، متطابقتان. وفي كلا المجالين، أخذ غودار على عاتقه زعزعة الصيغ الراسخة قدر الإمكان. وقد قال في حوار أجراه معه الناقد بيتر برونت عام 1968م ضمن سلسلة الحوارات الجريئة في هذا الكتاب: «إن لم أقدّم إلى الجمهور، لا يعني ذلك أيّ إهانة تجاه المشاهدين، بل العكس تماماً».
فغودار يدعو إلى تعامل مغاير مع المشاهدين. يجب أن نُعامل غودار، بل علينا أن نُعامل مرآته السينمائية بوصفها جمهوراً هو جزءٌ واحدٌ منا، يعكس أفكارنا واستفزازاتنا، ويحرّضنا على تجاوز عادات المشاهدة النمطية.
إن أفلامه، من «نفسها» إلى «تحيا حياتها»، تعيد اختراع السينما باستمرار، وتضعنا أمام أسئلتها السياسية والثقافية والأخلاقية. في سيرتها المضيئة، نلتقي مثالاً لغودار نال الشهرة الفنية العالمية منذ حاز على جائزة الدب الذهبي في برلين عام 1968م: «أسعى إلى تغيير العالم».
تسبر لنا هذه الحوارات إذ تُقرأنا لغودار مسيرةً حيويةً وممتعة، بصوتٍ صريحٍ ومباشرٍ، لا يخلو من السخرية.
تستعيد هذه الصفحات تاريخه الفني الطويل، وتفتح شعراً في الأصول السينمائية، كما تقدّم عينة مشرقة للاهتمام من اللمحات اللاذعة بالإنجليزية، وإطاحة الحوار الثقافي الجاد.
تقييمات
لا توجد تقييمات حتى الآن.