على مر السنين، طوّر لينش قاموساً من المفردات ذات دلالة ومعنى خاص بالنسبة له، وغالباً ما استخدمها مراراً سواء في لوحاته أو في أحاديثه عن أفلامه، أو في تفسير هذه الأفلام خارج حدود التلقّي. ومن بين أبرز المصطلحات التي ميزت أعماله على سبيل المثال، بأنها “جميلة” أو “سحرية”، أو “كونها مليئة على أساس من الحسّ الجسدي”، استخدم المخرج بولاً عبارة مُجرّبة لمساعدة على غلق عالم الفيلم في عينه أثناء الإخراج. فحتى الإلهام الذي يخرج إليه لينش يشاهده كمشاعر بالعبور التي يستمدّها من خلالها، غالباً ما يكون متعلقاً أو ملوّثاً بكيفية مجهولة المصدر.
لكن هذه الكلمات ليست مجرد رصد من التراكيب اللغوية التي يستخدمها لينش للتعبير عن مفاهيمه وأفكاره، بل بإمكانها استعادة دقّة في سياق مواقفه وحواراته العميقة. والأهم من ذلك، رؤيته أنه نادراً ما يعتمد معناها، إذ إن هذه الكلمات تكتسب أهمية من خلال إصراره على تكرارها، وتوظيفها بشكل متكرّر.
يبدو من خلال الكتاب أن تكون بنفس أهمية صوره، التي يجب على من يقرأ حواراته التمعّن بالصبر، والدقّة، فهمٌ حسيّ لا تحليلي لما يقول.
تقييمات
لا توجد تقييمات حتى الآن.