تأتي جهود ترجمة هذا الكتاب عن أعمال المخرج لارس فون ترير في مرحلة ما بعد الاكتئاب، مكمّلة للقارئ العربي والمهمّمين بالسينما في الغرب، حيث يعُدّ فون ترير من المخرجين الذين يتحدّون الروايات السينمائية في صيغتها السردية، ودرامية أعماله من الأكثر تأثيراً في المشهد السينمائي في صياغة أسلوب سرديّة، وإثارة أسئلة حول كينونة المخرج وموقعه، وأدوات السرد غير المباشرة.
وفي هذه الحالة، يأتي التحليل العميق الذي أورده هذا الكتاب بمثابة إعادة قراءة لأعمال فون ترير كوسيلة للتعبير عن القضايا الوجودية والاجتماعية، مثل الألم والذنب والاختلافات الذاتية الكبرى، من محتوى هذه الأفلام على الثقافة العربية.
ويستعرض الكتاب تماثلاً لأفلام فون ترير الأسطورية، بأنها تُقدّم دراما نفسية، تقدم أفلامه حالاتٍ فيها العلاج النفسي محوراً أساسياً كما في فيلم “المسيح الدجّال”، الذي يُبرز رسالة العلاج النفسي من خلال دراسة حالة تطوّر القلق إلى هذيان، وفيلمه “ميلانكوليا” و”نيمفومانياك” اللذين يبرزان تعبيرهما عن اضطراباتٍ نفسيةٍ وشكلانية، وكذلك دراسة حالة فيلم “راقصة في الظلام”، الذي يقدّم قصة حالة شخصية واعية بذاتها، كما أن أفلام فون ترير تطرح المفهوم النفسي من خلال العِلاج بالحالة النفسية بين الذات والعالم الخارجي، وتظهر بشكل من أشكال العِلاج النفسي التي يخوضها المخرج بتمثيل الذات صادمة من مفاهيمه كوسيلة للتعبير عن أنفسهم ووجودهم.
تقييمات
لا توجد تقييمات حتى الآن.