يهتمُّ هذا الكتاب بالفكر السينمائيِّ كما عبَّر عنه صانعوه، مع إعطاء الأولويَّة لأولئكَ الذين منحوه شكلَه الصريح. وليس هذا حال الجميع، إذ إنَّ كثيرين، حتى من بين كبار المخرجين، امتنعوا من حيث المبدأ عن التفكير بلغتهم حول ممَّارستهم لفنِّ الصورة، وامتنعوا عن جعل معارفهم بشأن ما يقومون به قابلةً للنقل إلى الآخرين. لم يضع جون فورد، أو أورسون ويلز أو ميكيلانجلو أنطونيوني، على سبيل المثال لا الحصر، نظريَّة واحدةً للسينما، ومع ذلك فهذا لا يمنعهم من أن يكونوا من أعظم الأساتذة في هذا المجال. لكنَّني أعتقد أنَّنا سنواجه صعوبة أكبر في العثور على أمثلة مناقضة: مخرجين نظريَّين يكونون في الحقيقة سيِّئين. إنَّ امتلاك نظريَّة (أو ببساطةٍ أفكار عامَّةٍ ومتَّسقة) عن الفن الذي تمارسه، يعني في الواقع أنَّك تمارسه بطموحٍ لأن تكون عميقاً، أو على الأقل متَّسقاً. هذا لا يضمن قيمة الأفلام، لكنَّه يتيح -بالحد الأدنى- الأمل في أن تكون فعلاً… سينما.





تقييمات
لا توجد تقييمات حتى الآن.